أول جمعية شركسية في المهجر - جمعية الإتحاد والتعاون الشركسية - إستانبول

 


أول جمعية شركسية في المهجر - جمعية الأتحاد والتعاون الشركسية, إستانبول, تركيا - 1908-1923م

 Circassian Union & Cooperation Society in Istanbul - Turkey - 1908 
                          
بقلم : فيصل حبطوش خوت أبزاخ
 
مع صدور دستور عثماني ديمقراطي جديد في اوائل القرن العشرين ، تداعى كبار الشخصيات الشركسية في تركيا إلى عقد إجتماع عام لهم بناءا على دعوة كريمة من غازي محمد باشا ابن الإمام الشيخ شامل الداغستاني والذي استضاف الإجتماع في قصره في استانبول في ايلول 1908م .حيث اتفق المجتمعون على تأسيس أول جمعية شركسية في المهجر والشتات الشركسي تحت إسم جمعية الإتحاد والتعاون الشركسية . كما تم إنتخاب هيئة تأسيسية للجمعية برئاسة السيد غازي محمد باشاإبن الإمام الشيخ شامل الداغستاني وعضوية عشرة أشخاص وهم :-

 1- السيد أحمد جاويد باشا ترخت 
2- المارشال زكي باشا برزج 
3- المارشال عبد الله مرتد باشا 
4- السيد سركت أحمد حمدي باشا 
5- الجنرال عثمان باشا شهابلي( شايلي) 
6- الجنرال نظمي باشا باخو 
7- الجنرال عثمان باشا شهابلي( شايلي) 
8- الجنرال مت جوناتوقوه يوسف عزت باشا 
9- البروفيسور عزيز ماكار( ماخار) 
10- الكاتب القصصي والصحفي الشهير أحمد مدحت حاغور.

 ومن الجدير ذكره أن السيد أحمد جاويد باشا قد انتخب رئيسا للجمعية منذ عام 1908م وحتى وفاته عام 1917م وتلاه في الرئاسة الكاتب والقائد العسكري المشهور الجنرال مت جوناتوقوه عزت باشا. كما تولى الأستاذ أحمد نوري تساغو سكرتارية الجمعية عام 1912م. وكان من أهم أنشطة جمعية الإتحاد والتعاون الشركسية في إستانبول ، إصدار اول جريدة شركسية إسبوعية وهي جريدة غوازة الشركسيةباللغتين الشركسية والتركية في نيسان عام ،1911م. وكانت تصدر في ثمان صفحات سبعة منها باللغة الشركسية بالأحرف العربية والثامنة باللغة التركية القديمة ، وكانت تصل إلى مختلف أنحاء الخلافة العثمانية وخاصة سوريا والأردن ومصر ، واستمرت بالصدور حتى عام 1914م حيث إنقطع صدورها نتيجة دخول تركيا الحرب العالمية الأولى، وكان صاحب امتيازها المحامي والأستاذ يوسف سعاد ناغوج ومديرها المسئول السيد م. توفيق طلعت . كما عملت الجمعية على إيفاد سكرتيرها المحامي الأستاذ أحمد نوري تساغو عام 1913م إلى شركيسيا الوطن الأم على رأس وفد كبير من المتطوعين لنشر التعليم ونشر الثقافة الشركسية في ربوع الوطن الأم ، حيث كانت السلطات الروسية القيصرية لا تعير إهتماما لهذا الشأن بين الشراكسة. واستطاع الأستاذ المناضل أحمد نوري تساغو وزملاؤه المناضلين المتطوعين الآخرين تأسيس خمسة مدارس إبتدائية مدة الدراسة فيها ست سنوات في منطقة جمهورية الأديغي الحالية . وأسست مدرسة ثانوية ودار للمعلمين في مدينة نالتشك في جمهورية القبردي الحالية. حيث ساهمت هذه المدارس في نشر العلم ونشر الثقافة الشركسية بين اوساط الشعب الشركسي وتخرج منها الآلاف من الطلاب الشراكسة مع العديد من الكتاب والشعراءوالمثقفين. وقد سمّيت هذه النهضة العلمية الثقافية الشركسية في الوطن الأم بحركة تساغو التنويرية النهضوية للتعليم والثقافة الشركسية ، نسبة إلى أول روادها الأستاذ المناضل أحمد نوري تساغو سكرتير الجمعية. وقد ساعده في إنجاز هذه المهمة القومية الشركسية عدة مناضلين تطوعوا للتدريس في هذه المدارس ومنهم الأستاذ إبراهيم هزال من منطقة دوزجة وعمل مدرسا في قرية بانة خس في منطقة الأديغي، والأستاذ هارون لبسروق من إستانبول وعمل مديرا في مناطق لابش تختمقواي ، غوباقواي ، بيج قوه حابلة ، وبيبرد قواجه .كما تصدى لهذه المهمة التنويرية الشركسية القومية وساهم فيها كل من الأساتذة المناضلون: يوسف سعاد ناغوج ، عمر مرتازا ، شرمات بسلان ، قولاي دوداروق ، ومامروقوه. 

    كما انبثق عن هذه الجمعية فرع نسائي تحت إسم جمعية الإتحاد والتعاون الشركسية النسائية عام 1918م برئاسة السيدة خيرية ملك خونج وبتشجيع ودعم من رئيس الجمعية حينذاك الجنرال المؤرخ مت جوناتوقوه عزت باشا . واستطاعت هذه الجمعية النسائية تأسيس روضة أطفال ومدرسة نموذجية شركسية في مدينة إستانبول في منطقة بيشك طاش وكان التعليم في المدرسة باللغة الشركسية وباستعمال الأحرف اللاتينية ، إضافة لتعليم اللغة الفرنسية . وكان البرنامج الدراسي يشتمل : اللغة الشركسية ، تاريخ الشركس ، الأدب الشركسي ، الموسيقى الشركسية ، الرياضيات ، الجغرافيا العامة ، التاريخ العام ، جغرافية القفقاس ، الفن ، الرياضة ، اللغة التركية ، العلوم.وبلغ عدد الطلاب حوالي 180 طالبا وطالبة، وكان اللباس الشركسي والقلبق إلزاميا لجميع الطلبة.وكان في هذه المدرسة مكتبة عامة ومسرح قدمت عليه عدة مسرحيات منها مسرحية (( إلى القفقاس رأسا  )) من إعداد السيدة سيزا بوخ مديرة المدرسة. كما أصدرت هذه الجمعية الشركسية النسائية مجلة ( أمنا - Diana ) عام 1920م، في 12 صفحة ثمانية منها باللغة التركية وأربعة باللغة الشركسية وبأحرف لاتينية .وكانت مؤسستها وصاحبة إمتيازها السيدة سيزا بوخ مديرة المدرسة النموذجية ، ورئيسة تحريرها السيدة خيرية ملك خونج رئيسة جمعية الإتحاد والتعاون الشركسية للسيدات.وساهم في تحريرها كل من المؤرخ والجنرال الشركسي مت جوناتوقه يوسف عزت باشا رئيس جمعية الإتحاد والتعاون، وجانتات لوستان وباتوق بلانا.

     وبعد إتفاقية لوزان التي وقعت بين تركيا والحلفاء في 23 تموز 1923م إثر إنهزام تركيا في الحرب الأولى، والتي جاء فيها على لسان الوفد التركي أن الشراكسة إخوان للأتراك وليسوا أقلية دينية كالمسيحيين. ومع ذلك وبضغوط من الإحتلال البريطاني كما تذكر بعض المصادر ، أغلقت الحكومة التركية هذه المدرسة النموذجية الشركسية الرائدة بتاريخ 5 أيلول 1923م. كما أغلقت جمعية الإتحاد والتعاون الشركسية وفرعها النسائي ، واستولت حكومة أتاتورك على جميع محتوياتها وأحرقت جميع الكتب التي وجدتها ، واعتقلت المدرسين والمشرفين على الجمعية وقدمتهم لمحاكمات عسكرية.ولم تسمح الحكومات التركية المتعاقبة بتأسيس أية جمعيات شركسية حتى عام 1946م.




Comments